في الستينات من القرن الماضي أطلق العالم الكندي الشهير مارشال ماكلوهان، نظريته المعروفة باسم “حتمية التكنولوجية في المجتمعات”. وفيها يشير ماكلوهان إلى أن المجتمعات ستتجه نحو الاندماج والوحدة عبر مجموعة من الوسائل التكنولوجية المتطورة، التي ستجعل عالم الإنسان عبارة عن قرية صغيرة يتصل فيها الأفراد ببعضهم البعض في أي زمان وفي أي وقت. ولكم كانت نظرة ماكلوهان ثاقبة إلى أبعد الحدود.

أثبتت هذه النظرية صحتها في عصر الإنترنت. فنحن الآن قادرين على التواصل مع أي شخص أيًا كان مكانه، وأيًا كان الوقت. تطورات هذه النظرية وانعكاساتها لم يعد قاصرًا على اتصال المجتمعات ببعضها البعض، بل وصل أيضًا إلى قدرة المجتمعات على التعامل التجاري فيما بينهم دون الحاجة إلى تخطي الحدود أو السفر، فظهر لنا مصطلح جديد في التجارة الإلكترونية يعرف باسم التسوق عبر الحدود Cross border shopping.

ما هو التسوق عبر الحدود Cross Border Shopping؟

التسوق عبر الحدود Cross Border Shopping هو شكل من أشكال التجارة الإلكترونية، وفيه يلجأ المتسوق إلى شراء المنتجات/الخدمات من منافذ بيعها إلكترونيًا بغض النظر عن موقعها الجغرافي، حيث يتم شحنها إليه بكل سهولة بدون النظر إلى بعد المسافة أو اختلاف الوقت.

يعد التسوق عبر الحدود واحد من أهم المميزات التي أتاحتها لنا التكنولوجيا الحديثة. فعن طريقه أصبح بإمكان المتسوق شراء منتجًا ما من الصين بينما يجلس هو على أريكته في أمريكا الجنوبية منتظرًا وصوله.

رفاهية الشراء من مختلف بلاد العالم ليست الميزة الوحيدة للتسوق عبر الحدود، فهذا النوع من التجارة الإلكترونية أتاح العديد من المميزات للمشترى والتاجر كالآتي:

فوائد التسوق عبر الحدود للمشترى:

• حرية شراء المنتجات بضرائب أقل قيمة من التي يتم فرضها في بلده الأم.
• وفرة من خيارات الشراء المتنوعة التي يصبح معها عملية التسوق الإلكتروني أكثر متعة وسلاسة.
• حرية التعرف على مختلف الشركات العالمية والأسماء الكبرى والتعامل معهم بشكل مباشر وفوري.
• شراء المنتجات التي يصعب تواجدها في البلد الأم.
• توفير الوقت والمجهود والمال الذي كان سيتم إهداره إذا قام العميل بالسفر لشراء هذه المنتجات.

فوائد التسوق عبر الحدود للتاجر الإلكتروني:

• يتيح له التوسع عالميًا دون الحاجة إلى وجود فروع عالمية أو إنفاق مدفوعات مالية باهظة.
• يساعد على دعم اسم العلامة التجارية وزيادة قيمتها في السوق التجاري المحلي والعالمي.
• زيادة العوائد الخاصة بالمنتجات والخدمات المعروضة نظرًا لتعدد الجمهور المستهدف ووفرته.
• يساعده على توسيع قاعدته الجماهيرية وخلق علاقة قوية بينهم.
• بيع المنتجات المنخفضة الطلب محليًا.

مما سبق يمكنك أن تلاحظ أن هذه التجارة تعم بالفوائد لكل الطرفين، فطبقًا لموقع Invespcro، فإن سوق التجارة الإلكترونية عبر الحدود، سيستمر في النمو حتى يصل إلى 1 تريليون دولار عالميًا عام 2020م. هذا المعدل ستستحوذ عليه في المقام الأول تجارة الأزياء ومستحضرات التجميل، ثم الكتب الإلكترونية وألعاب الفيديو في المركز الثاني، ثم تجارة الإلكترونيات والهواتف الذكية في المركز الثالث. فإذا رغبت في أن تمتلك حصة من التريليون دولار القادمة، يجب عليك أن تركز على واحد من مجالات التجارة السابق ذكرها مع مراعاة 6 إجراءات رئيسية يجب تواجدها في أي متجر إلكتروني يستهدف المتسوقين العالميين، والتي سنقوم بذكرها في الأسطر القادمة.

6 إجراءات رئيسية لا تنساها عند التوسع عالميًا

قامت مؤسسة The Paypers المهتمة بكل ما بتعلق بعالم المدفوعات المالية والتجارة الإلكترونية، بنشر دليل شامل باسم دليل السوق التجاري والمدفوعات لعام 2018-2019 Payments and Commerce Market Guide 2018 – 2019، وفيه يتم تسليط الضوء على عالم التجارة الإلكترونية من وجه نظر الخبراء في المجال عبر مجموعة من المقالات المكثفة والعلمية.

في هذا الدليل يأخذنا لاسي إيرونن Lassi Eronen مدير التسويق التجاري الالكتروني بمؤسسة Trustly في جولة حول أهم الإجراءات التي يجب على كل تاجر اتخاذها عند استهداف الجمهور العالمي كالآتي:

1.      عرض خيارات الدفع المحلية

عند التعامل مع سوق تجارة عالمي لا يجب عليك أن تلجأ إلى أسهل الطرق وأوفرها، فلا تلجأ إلى تخصيص عملة دفع موحدة وتجبر مستخدميك عليها. فالأفضل عند هذه النقطة هو توفير أكثر من وسيلة دفع محلية تناسب الجمهور المستهدف بمختلف أماكنه الجغرافية.

فإذا قام مواطن هندي بزيارة منصتك الإلكترونية يجب أن توفر له طريقة دفع تناسب عملته المحلية الروبية، وإذا قام مواطنًا من المملكة المتحدة بشراء من منصتك فمن المريح له والأكثر طمأنينة أن يجدك توفر له طريقة الدفع بالجنية الإسترليني. فوجود هذه العملات المحلية لا يساعد فقط على الشعور بالطمأنينة والراحة، ولكنه يساعد على كسر حاجز الجليد بين العميل والمعاملة الشرائية، بحيث تدفعه الألفة إلى اتخاذ قرار شرائي سريع.  

2.      ضبط لغة ونبرة العلامة التجارية

عند كتابة المحتوى الخاص بموقعك الإلكتروني يجب عليك مراعاة أن هذا المحتوى مقدم إلى جمهور عالمي غير متجانس التفكير ولا الثقافة، لذلك عليك بتوفير المحتوى بأكثر من لغة، كل لغة يتم صياغة محتواها بطريقة تناسب الجمهور المستهدف منه وتظهر فيها شخصية ونبرة العلامة التجارية. ففي هذه النقطة يجب مراعاة أن تتوحد شخصية العلامة التجارية في كل أنواع المحتوى المقدم مع اختلاف طريقة المخاطبة من نسخة لأخرى.

3.      عرض بدائل الدفع

عند استهدافك للجمهور العالمي، عليك بمراعاة أن خدمات حلول الدفع غير متوفرة في جميع بقاع العالم، لذلك لا تمنح الجمهور المستهدف خيار واحد للدفع الإلكتروني، بل نوع فيما بينهم. فقم بتقديم وسيلة الدفع المباشر عند الاستلام، أو عمليات الدفع الإلكتروني عبر البطاقات الائتمانية، أو أفضل الحلول وأكثرها يسرًا هو الدفع عبر تطبيقات حلول الدفع المختلفة. فهذه التطبيقات يتم توفيرها على نطاق كبير على مستوى العالم، كما يسهل استخدامها عن غيرها من باقي الوسائل، كما أنها الأمن والأكثر مرونة أيضًا.

4.      عرض شهادات الاعتماد والحماية

نظرًا لتزايد عمليات الاحتيال الإلكتروني عبر الإنترنت، فإن المتسوقين الإلكترونين أصبحوا أكثر تشككا فيما يتعلق بخصوصية بياناتهم وأمانها، خاصة عند التعامل مع مواقع أجنبية. لذلك يجب عليك أن توفر لهم سبلًا أكثر ثقة للشعور بالأمان عند التعامل مع منصتك الإلكترونية، فقم بعرض شهادات الاعتماد والحماية على موقعك، ووفر لهم كل الضمانات التي تحكم سلامة معاملاتهم الشرائية وأمنها.

5.      خدمة استرداد الأموال الفورية

إذا قام أحد العملاء بإلغاء الطلب من منصتك الإلكترونية، فيجب عليك أن تقدم له خدمة استراد الأموال بصفة مجانية وبسرعة فورية كذلك. فطبقًا لدراسة قامت بها مؤسسة Trustly فأن 95٪ من المتسوقين يكونون أكثر ولاءً للعلامة التجارية التي يتعاملون معها، إذا حصلوا على رد الأموال في نفس اليوم. لذلك لا تقوم بتأخير رد الأموال على المستهلكين، ولا تخضعهم لإجراءات تسوية طويلة الزمن، فإن لهذا مردود سيئ على ولاء عملائك، بالإضافة إلى أنه سيتسبب في تشويه صورتك الذهنية أمام جمهورك العالمي.

6.      تبسيط عملية الشراء

احرص على أن تتسم إجراءات الشراء بنوع من المرونة والوضوح المباشر، فتجنب التعقيدات المزعجة، أو الإجراءات الطويلة المملة. راعى أيضًا عند صياغة التفاصيل الخاصة بمواعيد التسليم أن تتضمن الخانة خيارات التوقيت الدولي، فهذا سيساعد على تحديد ميعاد مناسب ودقيق للكل، وسيغنى الطرفين عن المشاكل التي تنتج عن الفهم الخاطئ لمواعيد التسليم.

الخلاصة

بمراعاة الإجراءات السابقة ستتمكن من جذب الجمهور العالمي إلى منصتك. وإذا رغبت في الحفاظ عليهم دائمًا فكل ما عليك فعله هو أن تمنحهم المزيد من الامتيازات الإضافية المغرية. فيمكنك منحهم الأمان… المرونة… الرسوم المنخفضة وكل ذلك عبر وسيلة دفع ومميزة مثل سداد Sadad لحلول الدفع. وسيلة تتنوع خدماتها وتتنوع أشكالها أيضًا، فيمكنك استعمالها كتطبيق إلكتروني، ويمكنك استعمالها كإضافة دفع أيضًا. ماذا تنتظر؟ سارع بتحميل خدمة سداد الآن وامنح جمهورك وسيلة دفع تليق برغبتهم في الحصول على الأمان.

يمكنك تحميل تطبيق سداد الإلكتروني لحلول الدفع من هنا لأجهزة الأندرويد، أو من هنا لمنصات الـ iOS.

قم بتجربة سداد الآن