التجارة الإلكترونية والتجارة عبر الهاتف المحمول، مصطلحان نقابلهما دائمًا عند التعرض لمجال الشراء والبيع عبر الإنترنت. هل كلاهما يرمز لنفس الشيء؟ هل يختلفان؟ هل يتفقان في شيء؟ ما هما من الأساس؟! كل هذه الأسئلة وأكثر سنجيب عليها في السطور القليلة القادمة في هذا المقال.

ماهي التجارة الإلكترونيةE-Commerce ؟

لا يوجد تعريف محدد للتجارة الإلكترونية، ولكن يمكن تعرفيها بكونها: عملية شراء وبيع، تتم بين طرفي الصفقة المالية عن بعد بواسطة استخدام الأدوات التكنولوجيا الحديثة. لا يوجد تاريخ محدد لنشأتها، فالبعض يشير إلى أن بدايتها كانت في التسعينات من القرن الماضي وخاصة عند ظهور كيانات محترفة كأمازون Amazon وبيتس دوت كوم للحيوانات Pets.com، والبعض يرجح أن بدايتها يرجع إلى السبعينات نظرًا لوجود أنظمة تبادل المعلومات الإلكترونيةElectronic Data Interchange  بين الشركات الصناعية وبعضها البعض.

تعد التجارة الإلكترونية الآن هي مستقبل المعاملات الشرائية، فطبقًا لدراسة علمية نشرتها منصة Nasdaq فإن 95% من المعاملات الشرائية على المستوى البعيد ستصبح إلكترونية تماما بحلول عام 2040م، وعلى المستوى القريب فستصل مبيعات التجارة الإلكترونية إلى 4،5 تريليون دولار بحلول عام 2021م.

ماهي التجارة الإلكترونية عبر الهاتف المحمول Mobile E-commerce؟

تعد التجارة عبر الهاتف المحمول جزءًا من التجارة الإلكترونية. فالتجارة الإلكترونية هي المفهوم الأعم والأشمل، بينما التجارة عبر الهواتف المحمولة هي الحالة الخاصة التي نتجت منها. برغم من ذلك لا يمكننا القول بأن الأخيرة هي الطرف الأضعف أو الأقل قيمة في المعاملات الشرائية، بل في الحقيقة وطبقًا للإحصائيات فإن التجارة عبر الهاتف المحمول تستحوذ على 55% من سوق التجارة الإلكترونية بأكمله.

فطبقًا للدراسة أقامتها كل من مؤسسة جوجل Google بالتعاون مع نيلسن Nielsen لفهم سلوكيات التسوق عبر الهاتف المحمول، أقرت الدراسة أن المستهلكين عبر الجوال يرغبون في الشراء بشكل أسرع عن غيرهم من المستخدمين. فـ 55٪ منهم يقومون بالشراء بعد ساعة واحدة من تعرضهم للرسالة التسويقية، و83٪ خلال تعرضهم لنفس الرسالة خلال يوم واحد.

تشتمل التجارة الإلكترونية عبر الهواتف المحمولة على أجهزة المحمول المختلفة بنوعيها الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية(التابلت)، حيث تستأثر الهواتف الذكية بـ 44% من سوق التجارة الإلكترونية، بينما تمتلك الأجهزة اللوحية 11% من حصة السوق التجاري.

تتنوع أشكال خدمات التجارة الإلكترونية عبر الهواتف المحمولة في شكل محافظ رقمية وتطبيقات حلول دفع ومتصفحات سريعة الاستجابة. فالمحافظ الرقمية من المتوقع لها أن تمتلك 32% من سوق التجارة الإلكترونية عام 2022م، بينما تمتلك بالفعل تطبيقات حلول الدفع 43% من هذا السوق.

أواجه التشابه والاختلاف بين التجارة الإلكترونية والتجارة عبر الهاتف المحمول

بالرغم من أن التجارة عبر الهواتف المحمولة جزءًا من التجارة الإلكترونية، إلا أن هناك العديد من الاختلافات التي تجعلها مميزة عن الأخيرة. في هذا الجزء من المقال سنتطرق إلى جوانب التلاقي والاختلاف بين المجالين بشيء من التفصيل كالآتي:

1.      العالمية

كلا من التجارة الإلكترونية والتجارة عبر الهاتف المحمول يتميزان بالعالمية، وعلى قدرة الوصول إلى أماكن مختلفة من العالم. لكن في هذه النقطة فالأفضلية تقع في صف الهواتف المحمولة عن المتصفحات الإلكترونية. فكون الهواتف المحمولة لا تحتاج إلى سلك إنترنت أو ملحق USB  لتشغيله، يجعلها الأفضل بالنسبة للتصفح في أي ماكن وخلال أي ظروف بكل سهولة ويسر.

2.      الخيارات المتوفرة

تختلف آلية التعامل مع التجارة الإلكترونية عن التجارة عبر الهواتف المحمولة، فجميع المواقع الإلكترونية التي يتم تشغيلها عبر متصفحات ومستعرضات الإنترنت يمكن جعلها سريعة الاستجابة للعرض على منصات الهاتف المحمول. لكن التطبيقات المخصصة للتعامل مع الهواتف المحمول، لا يمكن تشغيلها على منصة الحواسيب الإلكترونية، ويجب توفير نسخة أخرى لها تكون قابلة للعمل على الأجهزة الحاسوبية.

3.      وسائل الدفع

تختلف آلية الدفع عبر الهواتف المحمولة عن التجارة الإلكترونية عبر الحاسوب. فالتجارة عبر الهواتف المحمولة تمتلك جميع الخصائص التي تمتلكها التجارة الإلكترونية، بجانب وجود تطبيقات رقمية لعملية الدفع تسمح لمستخدميها بالدفع إلكترونيًا خلالها. أما في المتصفحات الإلكترونية فيتم الدفع عبر بوابات دفع المختلفة التي يتعامل معها التاجر الإلكتروني.

4.      المرونة

كلا من التجارة الإلكترونية والتجارة عبر الهاتف المحمول، يمنحان مستخدميهم المرونة والسرعة المناسبة لإجراء معاملاتهم المالية. فكلا منهما يسمحان للمستخدم بالشراء أو البيع عند بعد، كما يسمحان بتداول الأموال وإجراء عمليات التحويل، وكذلك الدفع والاستلام، لكن في الهواتف المحمولة يتم الأمر بسرعة وألفة أكثر عن الأولى.

يرجع هذا إلى قضاء المستخدمين الكثير من الوقت في استخدام هواتفهم في تصفح التطبيقات والمواقع ومشاركة قصصهم الشخصية، مما يخلق جوًا من الألفة والاعتيادية بين المستخدم والهاتف، يجعله لا يرفض الرسالة الإعلانية أو يتعامل معها كونها عمل تجاري بحت، بل أحيانًا ما يذهب بنفسه إلى زيارة هذه المتاجر كنوع من أنواع التسلية.

5.      التجربة الشرائية

تمتاز التجربة الشرائية عبر المتصفحات الإلكترونية كونها أكثر شمولية وإلمامًا بالتفاصيل، فعن طريق نظرة واحدة لواجهة المستخدم، تستطيع أن ترى صورة المنتج، وتفاصيله وسعره، وطريقة الشراء، وكذلك التقييمات الخاصة به. أما عند التصفح عن طريق الهاتف المحمول فالمستخدم حينها يلجأ إلى استخدام خاصية التمرير لرؤية كافة التفاصيل.

بالرغم من ذلك فإن التجربة الشرائية التي تتم عبر الهاتف المحمول شخصية أكثر عن المتصفحات، كما أنها الأسرع والأكثر تأثيرًا في إقناع العميل باتخاذ القرار الشرائي.

6.      الشروط

كلا من التجارتين لا يتطلب سوى مزود إنترنت لكي يسع العميل أو التاجر الاستفادة من خدماتهم. لكن في الهاتف المحمول فالتجارة هنا أرخص ثمنًا حيث لا يستطيع الجميع تكبد تكلفة شراء حاسب شخصي الاستخدام، بينما الجميع يمتلك هاتف محمول خاص به.

الخلاصة

التجارة الإلكترونية والتجارة عبر الهاتف المحمول شريكان يتقاطعان في العديد من النقاط المختلفة. يختلفان نعم في بعض النقط، ولكن هذا الاختلاف يكمل بعضه بعضًا تبعًا لتفضيلات كل طرف. لذلك فنحن في هذا المقال لا ننصحك بالتركيز على نوع وترك الآخر، بل ننصحك بكل شدة أن تعمل على التوافق مع كلا المجالين.

فإذا رغبت في أن تؤسس متجرًا إلكترونيًا مناسب للتصفح عبر الهواتف المحمولة، فما عليك إلا أن تقوم بتحميل تطبيق سداد الإلكتروني من هنا لأجهزة الأندرويد، أو من هنا لمنصات الـ iOS. فالإمكانيات التي يوفرها تطبيق سداد تسمح بأن تنشيء متجرك الإلكتروني في غضون ساعات قليلة.

بل إنه حتى إذا رغبت في إقامة منصة إلكترونية أكثر تخصصًا، احترافية، قابلة للتصفح، وجاهزة لإجراء المعاملات الشرائية، فكل ما عليك فعله هو استخدام إضافة الدفع الخاصة بسداد لحلول الدفع من هنا كذلك.