Articles
السيولة النقدية في قطر: كيف تتحكَّم في مالك قبل أن يتحكَّم فيك؟
في لحظةٍ واحدة، قد تتوقَّف منشأة ناجحة عن العمل، ليس لأنَّ المبيعات تراجعت، بل لأنَّ الحساب البنكي لم يعُد يحتمل.
تبدو الجملة صادمة، لكن اسأل أيَّ تاجر قطري مرَّ بيومٍ باع فيه كثيرًا، لكنَّه لم يجد ما يدفع به لمورِّديه في المساء.
السيولة النقدية ليست رفاهيَّة يمكن تأجيلها، ولا رقمًا يُراجَع في نهاية الشهر، إنَّها قرار يومي، بل لحظي، يُتَّخذ كلَّ صباح قبل أن تُفتَح أبواب المتجر، وقبل أن تصل أول دفعة من العملاء.
والسؤال الحقيقي ليس “هل ربحت؟” بل: “هل تملك ما يكفي لتُكمِل الأسبوع؟”.
في هذا الدليل العملي، نأخذ بيدك عبر أهمِّ ما تحتاج إليه لفَهم السيولة في بيئة العمل القطرية؛ كيف تتكوَّن؟ متى تتسرَّب؟ كيف تُراقبها من دون أن تغرق في الجداول؟ ومتى يكون وقت التدخُّل لا الإنذار فقط؟
لكنَّنا لا نكتفي بالتشخيص. بل نُريك كيف يمكن لحلول مثل سداد كلاود وأجهزة نقاط البيع من SADAD وروابط الدفع الفورية، أن تحوِّل السيولة من مصدر قلق إلى ميزة تشغيلية تُنافِس بها.
إذا كنت صاحب نشاط تِجاري في قطر، فهذا المقال ليس تحليلًا نظريًا، بل دليل بقاء.
السيولة النقدية هي القدرة الفعلية لنشاطك على الوفاء بالتزاماته الفورية؛ رواتب، إيجارات، فواتير مورِّدين، أو حتَّى تصليح جهاز تكييف تعطَّل في عزِّ الصيف. إنَّها ليست “أرباحًا مؤجَّلة”، ولا “مبيعات على الورق”، بل هي المال الموجود في متناول يدك، الآن، من دون انتظار.

في عالم المحاسبة، قد تُفصَل المفاهيم، لكن في أرض الواقع لا أحد ينتظر نهاية الشهر كي يرى إن كان ما يملكه يكفي.
ولفَهمها على حقيقتها، لا بُدَّ من التفرقة بين ثلاثة مصطلحات يخلط بينها كثير من أصحاب الأعمال:
| المفهوم | التعريف | الأثر على القرار اليومي |
| الربحية | الفرق بين الإيرادات وبين المصاريف خلال مدَّة زمنية. | قد تكون إيجابية في حين أنَّ الحساب البنكي فارغ. |
| التدفُّق النقدي | كلُّ ما يدخل ويخرج من أموال خلال مدَّة زمنية معينة. | يعطي تصوُّرًا شهريًا، لكنَّه لا يكشف الفجوات اليومية. |
| السيولة النقدية | المال المُتاح فورًا لدفع الالتزامات، أو مواجهة الطوارئ. | الأساس الحقيقي لاستمرار التشغيل. |
في السوق القطري، حيث ترتفع وتيرة الأعمال بين عطلات نهاية الأسبوع ومواسم الذروة، مثل شهر رمضان أو كأس العالم أو المعارض والمناسبات التي تفتخر قطر دائما بتنظيمها على اعلى مستوى، تصبح هذه الفروقات أكثر حِدَّة.
فشركة خدمات تعتمد دفعات آجلة قد تُحقِّق أرباحًا، لكنَّها تُجاهِد لتدفع أجور فريقها كلَّ أسبوع. ومطعم ناجح قد يُضطر لإيقاف الطلبات من المورِّدين، لأنَّه لم يتلقَّ تحويلات البطاقات في الوقت المناسب.
هنا يتجلَّى المعنى الحقيقي للسيولة: هي الفرق بين منشأة تبيع، وبين منشأة تستمر.

في حياة التاجر اليومي، السيولة لا تُقاس بالجداول، بل بالشعور الداخلي الذي يُراودك حين تُراجِع حسابك في آخر اليوم؛ هل أملك ما يكفي ليوم الغد؟
هذا السؤال وحده كفيل بأن يكشف حجم الفجوة بين ما تتوقَّعه التقارير، وبين ما يحدث فعليًّا في الحساب البنكي.
ما لا يخبرك به معظم المنافسين، أنَّ السيولة في قطر لا تتحرَّك بخط مستقيم، بل تتقاطع فيها ثلاثة عناصر لا يمكن فصلها:
دعنا نرسم لك الخريطة من قلب السوق:
نسبة عالية من المدفوعات تجري عبر بطاقات بنكية من خلال نقاط البيع. لكن التحويل البنكي من مزوِّد الخدمة قد يتأخَّر 24–48 ساعة، خصوصًا في نهاية الأسبوع. هنا، الفجوة ليست في الربح، بل في التوقيت. تشتري اليوم، وتُحصِّل بعد غد. والنقد قد لا ينتظر.
عمليات البيع متكرِّرة، ولكن بقيم صغيرة. والمشكلة هنا ليست في التحصيل، بل في التسوية والمُطابقة؛ كيف تضمن أنَّ كلَّ عملية تمَّت، وسُجِّلَت، ونُفِّذَت بشكل دقيق؟
الخطأ هنا لا يُكتشَف بسرعة، لكنَّه يُراكِم فجوة صامتة تستنزف السيولة من دون أن تدري.
تعتمد الفواتير الآجلة، وغالبًا ما يُدفَع لها بعد تقديم الخدمة. وهذا يخلق فاصلًا زمنيًا خطيرًا بين الإنفاق على التشغيل، وبين تحصيل الإيراد. من دون تنبُّؤ دقيق، ستدفع من جيبك مرارًا، قبل أن ترى ريالًا واحدًا يدخل.
في كلِّ هذه السيناريوهات، تظهر “اللحظة الحرجة”؛ حين تكتشف أنَّ المبيعات ليست ضمانًا لتوفِّر السيولة، وأنَّ غياب الرؤية اللحظية يجعل إدارتك للأموال أشبه بقيادة سيارة من دون لوحة عدادات.
لكنَّنا لا نكتفي بالتشخيص هنا. في الفقرة التالية، نُريك كيف يمكن لتِقنيات التحصيل الحديثة، مثل روابط الدفع وأجهزة POS، أن تقلب المعادلة، وتختصر زمن الانتظار من يومين، إلى دقائق.

بين لحظة إغلاق الصفقة، ولحظة وصول المال إلى حسابك، هناك فجوة. وقد لا تراها في شاشة المبيعات، لكنها تُثقِل قلب السيولة. وهنا تقع المفارقة؛ البيع تمّ، والعميل دفع، لكنَّك ما زلت تنتظر.
هذه الفجوة، وإن بدت صغيرة، هي ما يقتل السيولة على المدى القصير. ليست في الرقم، بل في الزمن. وتزداد خطورتها حين تكون مصادر الدخل متنوِّعة، ووسائل التحصيل متعدِّدة، وأوقات التسوية غير متزامنة.
دعنا نأخذ مثالًا واقعيًا: أنت تاجر إلكتروني، استلمت طلبًا بقيمة 1200 ريال عبر رابط دفع. المبلغ سيُحوَّل إليك خلال 24 إلى 48 ساعة، وَفقًا لآلية البنك ومزوِّد الخدمة. لكن في نفس اليوم، يجب أن تدفع 700 ريال لمورِّد مستعجل لا يقبل التأخير.
ماذا تفعل؟
هل تؤخِّر الدفع وتُخاطِر بعلاقة المورِّد؟ أم تسحب من مُدَّخراتك لتسدَّ الفجوة؟ أم تُعيد التفكير في أدوات التحصيل من الأساس؟
هنا يظهر الفرق بين الأدوات وبين المنظومات.
روابط الدفع الذكية من SADAD لا تُنهي العملية عند الدفع فقط. بل تُتيح لك رؤية التحصيل، ومتابعة الحالة، وتلقِّي التنبيهات إن تأخَّرت المعاملة. أمَّا عند استخدام جهاز POS من SADAD، فالأموال تُودَع غالبًا في يوم العمل التالي، وتظهر مباشرة في لوحة سداد كلاود.
لكن القيمة الأكبر ليست فقط في السرعة، بل في الوحدة؛ أن ترى كلَّ مصادر التحصيل، بمواعِدها، وحالتها، من شاشة واحدة. لا حاجة إلى الاتصال بالمحاسب، ولا انتظار الإيميل البنكي، ولا تخمين الموعد.
في السوق القطري، أغلبية المعاملات الإلكترونية تتمُّ خلال عطلات نهاية الأسبوع أو في آخر اليوم. وهذا يعني أن الفجوة الزمنية بين البيع والتحصيل قد تمتدُّ إلى يومين فعليين من دون أن تُحسَب في التقارير.
ولذا، إن لم تكُن لديك رؤية لحظية، فكلُّ قرار مالي تتَّخذه سيكون إمَّا متأخِّرًا، وإمَّا مُكلِفًا.
في السطور التالية، نذهب إلى ما هو أعمق: كيف تُقلِّل هذه الفجوة إلى أدنى حدٍّ ممكن، باستخدام التسوية والمُطابقة الآلية عبر سداد كلاود، لتُعيد السيطرة إلى يدك؟
دعنا نواجه الأمر بصراحة؛ كثير من التجار يظنُّون أنَّ المشكلة في التحصيل، لكن الواقع أنَّ المصيبة تبدأ بعد التحصيل. حين يدخل المال، ولا يُسجَّل في مكانه الصحيح. حين تُنفَّذ عشرات العمليات، لكن لا أحد يعرف هل سُويَّت أم لا. وهنا تبدأ السيولة بالتبخُّر من دون أن تشعر.
قد ترى رقمًا مُطَمئِنًا في كشف الحساب، لكن في الخلفية، تجد مدفوعات مزدوجة، أو عمليات غير مطابقة، أو خطأ بشري في تصنيف التحويل.
وهنا يظهر وجه سداد كلاود الحقيقي؛ ليس مجرَّد لوحة تحكُّم، بل طبقة أمان تشغيلي تلتقط الأخطاء قبل أن تُكلِّفك السيولة. ما يُميِّز سداد كلاود ليس أنَّه يُظهِر لك الأموال، بل أنَّه يُفسِّرها لك:
قد يهمك أن تقرأ : لماذا يختار التجار في قطر سداد كلاود؟ الإجابة في لوحة تحكُّم واحدة.

لنأخذ مثالًا واقعيًّا من السوق: صيدلية صغيرة كانت تُجري أكثر من 120 عملية بيع يوميًا عبر POS. لكن في نهاية كلِّ أسبوع، كانت تجد فرقًا غامضًا بين ما تحصِّله فعليًّا وما يُسجَّل في نظامها.
السبب يكمن في تأخُّر التسوية من جهة، وأخطاء بشرية في تصنيف بعض المدفوعات من جهة أخرى.
بمجرَّد ربط عملياتها بـسداد كلاود، حدث شيئان:
في الأنشطة متعدِّدة القنوات “متجر إلكتروني، POS، روابط دفع” أكبر خطر على السيولة ليس السرقة ولا التكاليف، بل “التشويش المالي”. أن ترى الأرقام، لكن لا تفهم ما تعنيه. أن تصل الأموال، لكن لا تدري إن كانت مكتملة، ناقصة، مكرَّرة، أو محجوزة.
سداد كلاود لا يُخبرك كم لديك فقط، بل يخبرك ماذا يعني ما لديك، وما القادم، وما العالق.
في السطور القادمة، سننزل من لوحة التحكُّم إلى أرض الواقع؛ كيف تستعدّ للأسبوع القادم، أو للعطلة المقبلة، أو لموسم الذروة، وتبني خطة سيولة واقعية تحمي نشاطك من المفاجآت؟
لا أحد يُفلس لأنَّه لا يبيع، بل يُفلس لأنَّه لم يُخطط ليوم لا يستطيع فيه أن يدفع.
في قطر، يتكرَّر هذا المشهد كثيرًا: نشاط تِجاري يمرُّ بشهر قوي جدًّا؛ مبيعات مرتفعة، وتفاعل عملاء، وتوسُّع في الطلب. لكن بعد أسبوع، يدخل في أزمة نقدية، ليس لأنَّه خسر، بل لأنَّه لم يُحصِّل في الوقت المناسب، أو لم يتوقَّع انفجار المصروفات غير المباشرة في ذروة العمل.
هنا يأتي الفرق بين مَن يرى الأرقام، وبين مَن يقرأ السياق.
في كلِّ هذه الحالات، السيولة ليست انعكاسًا للنجاح، بل هي انعكاس لليقظة.
في بعض الأنشطة مثل الصالونات، أو المتاجر الصغيرة، أو خدمات التوصيل، تكون أعلى فترات المبيعات، هي نفسها أكثر الفترات التي يُمنَع فيها صرف الأرباح بسبب التزامات متراكمة لم تُحسَب بدقَّة.
الربح الحقيقي لا يكون في “كم بعت؟”، بل في “هل ما زلت قادرًا على الدفع بعد البيع؟”
في الفقرة التالية، ننتقل إلى الأداة الحقيقية التي تصنع الفرق؛ قائمة صباحية تستغرق 5 دقائق، يمكنك من خلالها، يومًا بيوم، إدارة السيولة بثقة، بدلًا من الترقُّب والقلق.
ليست كلُّ أزمة سيولة نتيجة خطأ كبير. أحيانًا، كلُّ ما تحتاج إليه نظرة واحدة، لكنَّها في الوقت الصحيح. تاجر واحد في قطر، يراجع سيولته كلَّ صباح بانتظام، يُرجَّح أن ينجو من الفجوات أكثر من تاجر يبيع أكثر، لكنَّه لا يراجع شيئًا.
وهنا تبدأ الحكاية الحقيقية؛ ليس في الأدوات، بل في العادة اليومية.
نقترح عليك ما نسمِّيه “جدول الخمس دقائق”، وهو روتين صباحي بسيط يمكنك تنفيذه في شاشة واحدة داخل سداد كلاود.
| الخطوة | ماذا تفعل؟ | لماذا تهم؟ | أين تجدها في سداد كلاود؟ |
| 1 | راجع الرصيد المُتاح فورًا (Cash Available Now). | لتعرف المبلغ القابل للاستخدام من دون انتظار تحويلات. | شاشة الملخَّص اليومية (Daily Overview). |
| 2 | راجع المعاملات الجارية قيد التسوية. | حتَّى لا تحسب أموالًا لم تصل إليك بعد. | قسم التحصيل – حالة المعاملات. |
| 3 | طابق المصروفات المُستحقَّة خلال 48 ساعة. | لتتجنَّب فجوة مؤلمة بين الدفع والتحصيل. | قسم الالتزامات المالية (Upcoming Dues). |
| 4 | تحقَّق من المعاملات غير المُعتادة. | لاكتشاف أيِّ خطأ، أو سحبٍ خارج المعتاد. | سجلّ المعاملات – التنبيهات. |
| 5 | فعِّل تنبيهات الحدِّ الأدنى للرصيد. | حتَّى تُنبِّهك المنظومة قبل دخول “منطقة الخطر”. | الإعدادات – إدارة التنبيهات. |
لا يتطلَّب خبير محاسبة، ولا وقتًا طويلًا، لكنَّه يُجنِّبك مفاجآت قد تُكلفك آلاف الريالات.
معظم الأنشطة الصغيرة والمتوسِّطة لا تملك مديرًا ماليًّا متفرِّغًا. وفي السوق القطري، الذي يتقلَّب بسرعة؛ بين الذروات، وتغيُّر مواعِد البنوك، ونظام العطلات الأسبوعية. مَن لا يراجع سيولته يوميًّا، لا يدير نشاطه، بل يُقامِر به.
جدول الخمس دقائق ليس ترفًا إداريًّا، بل سلوك وقائي، وأداة تُبقيك في دائرة القرار، بدلًا من أن تفاجئك التزامات لم تَحسِب حسابها.
كثيرًا ما نسمع السؤال: “هل أستخدم رابط دفع، أو جهاز نقاط بيع؟ أحوِّل أو أطلب كاش؟”
لكن السؤال الأدقّ هو: “ما أسرع طريق لتحويل المبيعات إلى سيولة، من دون أن أتسبَّب في تأخير أو استنزاف؟”
والحقيقة أنَّ أغلب التجار لا يعانون نقص الأدوات، بل سوء توظيفها. فقد تستخدم قناة ممتازة، لكن في غير مكانها.
وهنا نقدِّم لك مصفوفة ستساعدك في إدارة السيولة النقدية بشكل عملي:
| نوع العملية | العميل يدفع من… | الأفضل استخدامًا | لماذا؟ |
| وجبة في مطعم | داخل المتجر | جهاز POS من SADAD | التحصيل لحظي، تجرِبة سلسة، يقبل بطاقات قطر الوطنية والدولية. |
| طلب خدمة منزلية | خارج المتجر / عن بُعد | رابط دفع من SADAD | يرسل فورًا عبر واتساب أو SMS، يدفع العميل من دون تنزيل تطبيق. |
| بيع أونلاين | عبر موقع إلكتروني | بوابة دفع مرتبطة بـSADAD | تعطي تجرِبة شراء متكاملة، وتُربَط تلقائيًا بـسداد كلاود للتسوية. |
| فاتورة آجلة | شركات أو مؤسَّسات | رابط دفع + تذكير آلي | يسهِّل التحصيل من دون اتصالات مزعجة، ويوثِّق العملية إلكترونيًا. |
| منتجات سريعة الدوران | بيع مباشر لعملاء نقديين | جهاز POS مع تقسيط | يسمح ببيع سريع مع إمكان الدفع لاحقًا بالتقسيط البنكي إن لزم الأمر. |
متى تخسر من دون أن تدري؟
ببساطة، حين تفعل أحد النشاطات التالية:
نصيحتنا بسيطة: اربط كلَّ قناة تحصيل بوضوح مع سيناريو الاستخدام الصحيح لها. لا يوجد حلٌّ واحد لكلِّ الحالات، لكن توجد أداة مناسبة لكلِّ موقف. سداد كلاود والتمييز بينهما هو ما يصنع الفرق بين نشاط يختنق، وبين آخر ينمو بثقة.
في الفقرة التالية، نرتقي بمستوى الوعي المالي أكثر؛ كيف تكتشف مبكرًا أنَّك على وشك الدخول في عجز سيولة خلال 72 ساعة؟
سنقدِّم مؤشِّرات إنذار مبكر لم تُنشَر في أيِّ دليل تقليدي.
الأزمات المالية لا تهبط فجأة، بل تهمس أولًا. المشكلة أنَّنا لا نسمع الهمسات وسط ضجيج التشغيل، والطلبات، والعملاء، والمورِّدين.
لكن إن درَّبت نفسك على الإنصات، ستعرف أنَّ كلَّ أزمة سيولة تُسبَق بإشارات صغيرة، يمكن رصدها، لو كنت تنتبه.
| المؤشِّر | ما يعنيه فعليًّا | كيف تكتشفه في سداد كلاود؟ |
| 1. زيادة مفاجئة في المعاملات المؤجَّلة. | نشاط تِجاري يبدو مزدهرًا، لكن التحصيل يتأخَّر. | راجع تقرير “التحصيل غير المكتمل” في لوحة التحليل. |
| 2. انخفاض الرصيد المُتاح على الرغم من ارتفاع المبيعات. | الأموال تُباع على الورق، لكن لا تُصرَف. | راقب الفرق بين المبيعات اليومية وبين الرصيد الفعلي. |
| 3. اقتراب التزامات كبيرة خلال 48–72 ساعة. | رواتب أو دفعات مورِّدين لم تُغطَّ بعد. | جدول الالتزامات الأسبوعية يوضِّح التزاحم الزمني. |
| 4. ارتفاع نسبة المُرتجعات أو النزاعات المفتوحة. | استرداد أو نزاعات مالية توقف تدفُّق السيولة. | قسم “النزاعات” في سداد كلاود يوضح الأثر الفوري. |
| 5. تكرار التحذير من تجاوز حدِّ الرصيد الأدنى. | إنذار مباشر بأنَّ النقد المُتاح يقترب من منطقة الخطر. | فعِّل التنبيه التلقائي للرصد اليومي من الإعدادات. |
أحد عملاء SADAD كان يدير نشاطًا صغيرًا لبيع مستلزمات مكتبية في الدوحة. في أسبوع بدا مزدهرًا على الشاشة –المبيعات ارتفعت 28%– لكنَّه تلقَّى ثلاثة إشعارات من سداد كلاود خلال 72 ساعة:
بفضل هذا التنبيه الثلاثي، أوقف الحملة التسويقية مؤقَّتًا، وأجَّل بعض الطلبات، ودفع مبكرًا دفعة المورِّد لتجنُّب حجز إضافي. نجا من أزمة كانت ستُغلِق عليه أسبوعًا كاملًا من التشغيل.
الجميل أنَّ هذه المؤشِّرات لا تحتاج إلى فريق مالي لتحليلها. هي موجودة داخل سداد كلاود. كلُّ ما تحتاج إليه هو أن تُدرِّب عينك على قراءتها، قبل أن تُجبرك الأزمة على التدخُّل متأخِّرًا.
في الفقرة الأخيرة من هذا الدليل، سنجمع لك الأدوات والنماذج والخطوات في “صندوق أدوات السيولة” لتعود إليه كلَّ صباح وأنت على يقين بأنَّك تمسك بزمام التشغيل، لا تركض خلفه.
بعد كلِّ هذه الفقرات، قد تتساءل: ما الخطوة التالية؟ كيف أبدأ من الغد؟
لهذا أعددنا لك صندوق أدوات حقيقي ليس نصيحة عابرة، بل أدوات تُستخدَم كلّ يوم، تُطبَع، وتُراجَع، وتُنفَّذ.
أنموذج بسيط (يمكنك تحميله أو بناؤه بنفسك) يضمُّ الأعمدة التالية:
| اليوم | الرصيد الافتتاحي | تحصيل مُتوقَّع | مصروفات متوقَّعة | الرصيد الختامي |
| الأحد | 12,000 ريال | 4,500 ريال | 3,800 ريال | 12,700 ريال |
| الاثنين | … | … | … | … |
استخدام هذا الجدول صباح كلِّ أحد يُغيِّر طريقتك في التخطيط الأسبوعي، ويجعلك دائمًا “سابق بخطوة”.
استخدم هذه النقاط كلَّ صباح:
عوِّد فريقك على تنفيذ هذه القائمة قبلك، لتصبح ثقافة عمل لا عبئًا إداريًا.
احتفظ بها أمامك (أو اطبعها قرب الكاشير):
| السيناريو | أفضل قناة للتحصيل |
| طلب سريع في المتجر | جهاز POS من SADAD |
| خدمة توصيل لمكان العميل | رابط دفع فوري |
| دفعة من شركة أو مؤسَّسة | رابط دفع + إشعار آلي |
| سلَّة مشتريات إلكترونية | بوابة دفع مرتبطة بـ سداد كلاود |
لا تنسَ تخصيص إعدادات التنبيه داخل سداد كلاود:
خصِّص كلَّ جُمعة 20 دقيقة لمراجعة ما يلي:
اقرأ أكثر : الفــوترة الذكـية تقــود قـفـــزة في المبيعـــات بقـطـر
السيولة ليست مسألة محاسبة، بل مسألة وعي لحظي. أنت لا تحتاج إلى دراسة مالية لتنجو، بل إلى وضوح؛ وضوح في رؤية الأرقام، وضوح في توقيت القرارات، وضوح في استخدام الأدوات المناسبة في الوقت المناسب.
سداد لا يقدِّم لك أدوات فقط، بل نظامًا يُفكِّر معك، ويُضيء لك المناطق المعتمة، حتَّى لا تُفاجَأ يومًا بأنَّك ربحت كثيرًا، لكنَّك لا تملك ما تدفع به فاتورة كهرباء النشاط.
لا تنتظر لحظة الأزمة.
ابدأ اليوم بتفعيل حساب سداد، أو طلب جهاز نقاط البيع، أو تجرِبة روابط الدفع الفورية. السيولة لا تنتظر، فلماذا تنتظر أنت؟

المقالات
السيولة النقدية في قطر: كيف تتحكَّم في مالك قبل أن يتحكَّم فيك؟
في لحظةٍ واحدة، قد تتوقَّف منشأة ناجحة عن العمل، ليس لأنَّ المبيعات تراجعت، بل لأنَّ الحساب البنكي لم يعُد يحتمل. تبدو الجملة صادمة، لكن اسأل أيَّ تاجر قطري مرَّ بيومٍ...
اقرأ المزيد
المقالات
لماذا يختار التجار في قطر سداد كلاود؟ الإجابة في لوحة تحكُّم واحدة.
تخيَّل هذا المشهد: لديك ثلاثة فروع لمتجرك في الدوحة، وسائق توصيل يستخدم جهاز SoftPOS، وطلبات أونلاين تنهال في وقت الذروة. مع نهاية اليوم، تصل إليك عشرات الصور من الموظفين عبر...
اقرأ المزيد
المقالات
روابط دفع، متجر ذكي، POS: أسرع حلول دفع في قطر من دون تعقيد
خلال 60 دقيقة فقط: أسرع طريقة لتفعيل حلول الدفع في قطر مع سداد. هل بدأت نشاطك التِّجاري في قطر وتبحث عن طريقة سريعة لتبدأ البيع وقَبول المدفوعات من عملائك؟ هل...
اقرأ المزيد